أخر المواضيع
recent

العالمية هي الخيار


     في عالم يتداخل كل يوم أكثر وأكثر، ولم تعد تحده المسافات، وعلى وشك الدخول في عالم لا تحده الأزمنة، لم يعد التكتل الهوموجينيس أو المتشابه، كالتشابه في القبيلة والجنسية والقومية والأصل واللون.. الخ. مؤثراً. في السابق كان التكتل القبلي أو القومي أو العنصري مفيدا.

    يمنح القوى والشعور بالغلبة والنصرة، لكنه اليوم هزيل سريع الانكسار والتفتت، لم يعد إلا صورة شكلية لقيمة قديمة تسمى "صلة الرحم"؛ فحتى صلة الرحم اليوم توسعت مداركها وآفاقها لتشمل البشرية كلها ليس فقط قرابة الدم.

    والتكتلات الناجحة اليوم، رغم أن هذا أيضاً مرحلي، هي التكتلات الاقتصادية القائمة على المصالح المشتركة والعالمية في الطرح والتوسع. وهي وإن كانت أحياناً مجحفة وضاغطة بالذات على المشاريع الصغيرة المملوكة من أفراد إلا أنها تظل منصفة من هذه الناحية، مع ملاحظة معالجة بقية الأمور.

    لهذا التغير والنضج البشري الذي حصل اليوم صار لزاماً لمن يريد النجاح والانطلاقة في عالم اليوم أن يكون عالمياً؛ فنحن في صدد توحيد لغة العالم، وواضح أن الانجليزية هي المؤهلة لذلك، مع الحفاظ على اللغات كونها تحمل حضارات وفكر وتراث منقول، وتوحيد التواصل، وهذا حصل بالانترنت؛ فأنت اليوم متصل مع أي إنسان في العالم في أي وقت، وتقريباً مجاناً، وتوحيد الهوية، وهو المعرقل حالياً؛ لكن في أي وقت تعم كارثة كونية أو تواصل مخلوقاتي فضائي سيتحد الناس تحت هوية موحدة، وقيادة موحدة، وهذا شبه مستحيل، لذا العالم اليوم يعمل على تفتيت القيادة الضاغطة المتحكمة لقيادة إلكترونية قانونية محكومة. بمعنى أننا نخلق نظاماً بأيدينا ثم نعطي هذا النظام الأحقية في الحكم علينا وتنظيم حياتنا. هو في العمق مثل القدر، بمفهومي، نحن نصنع الأقدار التي نريد ونكتبها ونرسمها، ثم نترك القدر يقوم بالدور الذي رسمناه له. بطريقة آنشتاين: نحن نختلق المسار (The Field) ثم هو يختلقنا.

    الدخول في العالمية وفهمها سيفتت كل الجهل القديم من القبلية والعنصرية والطائفية والقومية وغيرها.
Grini

Grini

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.