أخر المواضيع
recent

الخلايا الجذعية وتغيرها لواجهة العلاج الطبي

الخلايا الجذعية وتغيرها لواجهة العلاج الطبي

يعلم أن أعظم الأمور تبداء من أشياء صغير .. بعض الأحيان تكون الدراسة أمر متعبا خصوصا إذا فقد الإنسان الدافع المحرك للنجاح لكن في لحظات أخري إذا أنشاء هدفا وسعي إلي تحقيقه فقد يكون هذا أحد الدوافع القوية للنجاح هو هذا الهدف .... لقد فاز الياباني شينيا ياماناكا والبريطاني جون ب. غوردون بجائزة نوبل للطب للعام 2012 لأعمالها الريادية على الخلايا الجذعية، وكوفئ الثنائي "لإكتشافهما أن الخلايا البالغة يمكن إعادة برمجتها لتصبح متعددة الإستعمالات". وأوضحت اللجنة أن العالمين "إكتشفا أن الخلايا البالغة المتخصصة يمكن إعادة برمجتها لجعلها غير ناضجة مجددا فيصبح بالإمكان تحويلها إلى أي نسيج أخر في الجسم".وإعتبرت لجنة نوبل أنه من خلال إعادة برمجة الخلايا البشرية "قدم العلماء فرصا جديدة لدراسة الأمراض وتطوير الوسائل للتشخيص والعلاج". وغوردون يعمل في معهد غوردن في كامبريدج فيما ياماناكا أستاذ في جامعة كيوتو في اليابان.


الخلايا الجذعية (stem cell) هي نوعان:

النوع الأول : الخلايا الجنيية التي تنشاء في البداية بعد إتحاد الحيوان المنوي والبويضة الأنثوية يتكون الزايجوت الذي يقوم بإنقسامات عديدة كي يكون الجنين وتبدأ هذه الخلايا في التمايز لتكون أعضاء الجنين المختلفة وهنا تسمي الخلايا الجذعية الجنينية .وهي التي تستخدم في أغلب الأبحاث ولقد وجدت معارضة كبيرة في أوساط رجال الدين الإسلامي والمسيحي وحتي حقوق الإنسان لما يتضمنه من قتل للأجنة من أجل هذه الأبحاث .

النوع الثاني : خلاية جذعية توجد في أجسام البالغين كما في نخاع العظم مثلا لأنتاج كريات الدم الحمراء لكن هنا تكون الوظيفة محددة ولاتتعداها.

وأبحاث الخلايا الجذعية أحدثت ثورة فى عالم الطب وفتحت أمال كبيرة لعلاج أمراض مستعصية .. لاجراء الابحاث والاستفادة من الخلايا الجذعية كان لابد من إستخلاصها من أجنة بشرية بعد إجهاضها. وهذا مافتح مشاكل دينية وأخلاقية عديدة لأن هذه الأجنة هم بشر يتم قتلهم لإستخلاص خلاياهم الجذعية الجنينة لعمل الأبحاث عليها تجدر الإشارة هنا إلي أن الخلايا التي تتكون منها أجسامنا هي خلايا بالغة ( somatic cell) فاقدة للقدرة علي التمايزالتي تتميزبها الخلايا الجذعية .

وحتي تكتمل الصورة يجب أن نعلم أن الخلايا الجذعية هي عدة أنواع أهمها نوع يمكن أن يتحول إلى أى نوع من الخلايا المتخصصة. بمعنى خلية جذعية ممكن أن تتحول إلى خلية عصبية لكي تؤدي مهام الخلايا العصبية ، أو خلايا لها مهام الكبد فتؤدي وظيفة الكبد وهذا كله يتم تحديده عبر جينات الخلية المعنية ... فتعبر هذه الجينات بحسب الوظيفة المراد لها لذلك يسمي هذا النوع ب الخلية الجذعية متعددة المهام (Pluripotent Stem cells ) .

ماقام به ياماناكا مع فريق بحثه هو أنهم إستطاعوا أن يحولوا خلية بالغة جسدية (somatic cell) إلي خلية أولية (primitive cell) ثم أعاد برمجتها إلي خلية جذعية (stem cell) متخصصة وهذا كله علي مستوي الجينات حيث أنه قام بتحفيز جينات معينة في الخلية الجسدية الأصل وبذالك تمكن من إعادة برمجة الخلية الجذعية وبطريقة أوضح: يمكن أخد من المريض عينة من نسيج الجلد مثلا ويتم تحويلها لأنسجة رئة أو مخ أو كبد أو نخاع شوكى أو أى نسيج أخر.... وبالطبع لايكون هناك رفض من قبل جهاز المناعة لأن هذه الخلية الجسدية مأخوذة من المريض نفسه وكذالك لانحتاج إلي أجنة كي يتم قتلها وبذلك نقل الأبحات في مجال الخلايا الجذعية من منطقة اللغط والتضارب الديني والأخلاقي إلي مجال أوسع ومتاح للجميع . علما بأن أخر الأبحاث كان تتحدث عن أخذ الخلايا الجذعية من الحبل السري وهذا مثل بارقة أمل لإستخدامه في علاجات تعتمد علي الخلايا الجذعية بدون التعرض للأجنة .... لكن البرفسور اليابني ياماناكا ببحث تخطي كل ذالك وجعل من بحثه هذا بارقة أمل لعلاج كثير من الأمراض المستعصية خصوصا أمراض الجهاز العصبي فالمعروف عنها أنها لاتتجدد وبذالك يمكننا علاج حالات الشلل .... وعلما بأن العلماء نجحوا في إعادة الإحساس لأشخاص تم زراعة خلايا جذعية جنينية لهم كانوا قد أصيبوا بشلل كامل جراء قطع في الحبل الشوكي.

علما بأن بحث البريطاني جون ب. غوردون في ستينات القرن الماضي وبعتباره من الرائدين في هذا المجال . ولقد عبرعن ذلك عند تسلمه الجائزة (بقوله : لقد كنت محظوظا أن أعيش كفاية لأحظى بهذا الشرف).

وكما نعلم أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبداً لذلك علينا أن لانفقد الأمل ونحاوال الوصول إلي أهدافنا النبيلة مهما طال الإنتظار ومهما كانت البدايات صغيرة.

وقال تعالي : (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)

Grini

Grini

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.