أخر المواضيع
recent

دليل التفكير الإبداعي

دليل التفكير الإبداعي

قال ( أينشتاين ) في احدى المرات " كل طفل يولد هو عبقرى ". لكن السبب في ان معظم الناس لا يعملون على مستوى العبقرية هو لأنهم غير واعين كم هم مبدعين واذكياء حقاً.

انا اطلق على هذا " تأثير شوارزنجر ". لن ينظر احد لشخص مثل (أرنولد شوارزنجر) و يقول كم هو شخص محظوظ لأنه وُلِد بهذه العضلات المذهلة. الجميع يعلمون انه وجميع من مثله عملوا لآلاف الساعات لبناء اجسادهم كي ينافسوا ويفوزوا في مسابقات كمال الاجسام. قدراتك الإبداعية مثلها تماماً. انها حقاً تنموعندما تستخدمها.

لكنك لست بحاجة لقضاء آلاف الساعات لزيادة قدرات على التفكير الإبداعي.عبر بعض التدريبات والتطبيقات البسيطة يمكنك ان تبدأ عملية الإبداع الخاصة بك، وربما تُدهش نفسك بجودة وكم الافكار الجيدة التي تأتي بها.

دعنا نبدأ بتعريف الإبداع . في تقديري، بعد سنوات من البحث فى هذا الموضوع، التعريف الافضل للإبداع هو ببساطة " التحسن ". لست بحاجة لأن تكون عالم او فنان كي تكون شخص مبدع. كل ما عليك فعله هو تطوير القدرة على تحسين موقفك، حيثما كنت و اي كان ما تفعله. كل الثروات العظيمة بدأت بأفكار لتطوير شيئ مابطريقة ما. في الواقع، التحسن يحتاج فقط ان يكون 10% جديد او مختلف ليضعك على طريق الشهرة او الثراء.

حسب التقديرات، كل عام اثناء القيادة الى ومن العمل، الشخص العادي لديه حوالي اربعة افكار للتحسن، و التي اي منها يمكنها ان تجعله مليونير. المشكلة ليست انك لا تملك الافكار التي تحتاجها لتحقق اي شيئ تريده، لكن انك تفشل في العمل على هذه الافكار. معظم الناس ينبذون افكارهم الشخصية لأنهم يعتقدون ان هذه الافكار لا يمكن ان تكون قيمة اذا كانوا هم من فكروا بها.

قال ( توماس إيديسون ) الذي يعد اكثر العباقرة نجاحاً في التاريخ البشري" الإبداع هو 99% جهد و 1% إلهام. الأبحاث المكثفة عن الإبداع اكدت ما قاله.

هناك اربعة اجزاء لعملية الإبداع: هناك الإعداد، حيث يتم القيام بمعظم العمل. هناك التفكير العقلي او التأمل، حيث تسلم الأمر الى العقل اللا واعي. هناك الإدراك، حيث تأتي اليك الفكرة او الافكار. و اخيراً هناك التطبيق، حيث تعمل على الفكرة وتحولها الى شيئ ذو قيمة. من الاجزاء الاربعة، يبدو ان الإعداد هوالاكثر اهمية، و الذي يتضمن جمع المعلومات الصحيحة وطرح الاسئلة الصائبة .

نجاحك في الحياة سوف يحدده بشكل كبير كم الافكار التي تنتجها. يبدو ان جودة الافكار تعد شيئ ثانوي بالنسبة للكم، و انك ان كنت تملك ما يكفى من الافكار، فإن واحدة او اثنتين منها سوف تمكنك من الفوز بالجوائز.

يمكنك ان تبدأ ببناء عضلات إبداعك عبر الاسئلة المركزة. بعض الاسئلة التي يمكنك البدء بها، منها " ما الذي نحاول فعله ؟ كيف نحاول فعله ؟ ما هي افتراضاتنا ؟ ماذا ان كانت كل افتراضاتنا خاطئة ؟ "

كل التحسن يبدأ بالتساؤل حول ظروفنا الحالية. اذا كنت لا تحقق تقدم لأي سبب من الاسباب، توقف و فكر وابدأ بسؤال نفسك الاسئلة الصعبة التي سوف تحفز عقلك للتفكير في الإحتمالات.

عندما كانوا يقومون بإجراء الابحاث لإرسال الإنسان على القمر، تعثرالعلماء لشهور وربما سنوات. لم يتمكنوا من اكتشاف كيفية ارسال صاروخ الى القمرمزود بما يكفى من الوقود ليهبط على القمر و ينطلق ليكسر جاذبية القمر ويعود الى الارض مرة اخرى. المشكلة كانت ان الصاروخ اذا كان محملاً بكل هذا الوقود عندالإطلاق، سيكون ثقيلاً لدرجة الا يرتفع عن سطح الارض فى المقام الاول. في النهاية، بدؤوا بالتساؤل عن الافتراضات في ان سفينة الفضاء يجب ان تهبط على سطح القمر. عندما طرحوا الاسئلة حول هذا الافتراض، انتهى العلماء الى ان الصاروخ الرئيسي يمكن ان يواصل الدوران حول القمر بينما يتم اسقاط وحدة اصغر الى سطح القمر، ثم تعاود الإنضمام الى الصاروخ الذي يدور حول القمر فى رحلة عودته الى الارض. هذا الطريق العقلي المسدود تم كسره، والبقية هي مجرد تاريخ.

طرح الاسئلة المركزة والصعبة التي تخترق لب الموضوع هو الفن الحقيقي للشخص المبدع. الخطوة التالية هي ان تمتلك الشجاعة للتعامل مع كل الإجابات الممكنة . بمجرد ان تأتى بإجابة محتملة، اسأل نفسك " ماذا ايضاً يمكن ان يكون الحل ؟ " اذا كانت طريقة حسابك للأمر خاطئة تماماً، ماذا ستكون خطتك البديلة ؟ ماذا ايضاً يمكنك ان تفعل؟ ماذا اذا اتضح ان خطتك الحالية فاشلة ؟ حينها، ماذا ستفعل ؟ و ماالذي ستفعله بعد ذلك ؟ كل هذه الاسئلة سوف تجبرك على التفكير اكثر والإتيان بإجابات افضل .

الطريقة الثانية لبناء عضلاتك العقلية هي عبر الأهداف المرغوب بها بشدة. كلما اردت شيئاً وكلما كنت واضحاً حياله، كلما كان من المرجح ان تنتج افكاراً تساعدك على التحرك في اتجاهه. لهذا، يتم الإصرار على الحاجة الشديدة للأهداف المكتوبة الواضحة و الخطط الجيدة لتحقيقها. اي شعور شديد، مثل الرغبة، يحفز الإبداع والافكار لتلبية هذه الرغبة. و كلما دونت اهدافك و خططك وراجعتها، كلما كان من المرجح ان ترى كل انواع الإحتمالات لتحقيق هذه الاهداف.

العامل الثالث لبناء عضلات التفكير الإبداعي هو المشاكل الضاغطة. السؤال الجيد الذي يجب ان تطرحه هو " ما هي اكبر ثلاث مشكلات اواجهها في حياتي اليوم؟ " اكتب الإجابة على هذا السؤال سريعاً، في اقل من ثلاثين ثانية. عندما تجيب على سؤال في اقل من ثلاثين ثانية، سوف يفصل عقلك كل الإجابات الغير جوهرية، ويعطيك الثلاث إجابات الأكثر اهمية.

عندما تحصل على مشاكلك الثلاث الكبرى، اسأل نفسك " ما هو اسوأ شيئ يمكن ان يحدث كنتيجة لكل من هذه المشاكل ؟ " ثم اسأل نفسك " ما هي الاشياء التي يمكنني ان افعلها الآن للتخفيف من هذه المشاكل ؟ " اذا كانت لديك مشكلة تُقلقك لأي سبب، فكر فيما يمكنك فعله فوراً لتبدأ بتخفيف هذا القلق.هذا احد الإستخدامات الرئيسية لقدراتك الإبداعية.

اذن، احد مفاتيح النجاح في التفكير الإبداعي هو الوضوح. خذ وقتك في التفكير والمناقشة و طرح الاسئلة التي تساعدك على توضيح ما تحاول تحقيقه والمشاكل التي تواجهها في الحاضر. مثلما التفكير المبهم يقود الى اجابات مبهمة، التفكير الواضح يقود الى اجابات واضحة .

المفتاح الثاني هو التركيز. ضع كل شيئ آخر جانباً وركز بشكل فردي كل قدراتك العقلية على حل مشكلة واحدة او التغلب على عقبة واحدة او تحقيق هدف هام واحد. القدرة على التركيز على موضوع واحد دون تشتيت هي السمة المميزة للمفكرالبارع.

المفتاح الثالث هو العقل المتفتح. الشخص العادي يميل الى ان يكون صلب وثابت في تفكير حيال الإنتقال من حيث يتواجد الى حيث يريد ان يذهب. على العكس،المفكر المبدع يميل الى ان يكون مرن للغاية ومتفتح على كل الطرق للتعامل مع المشكلة. الشخص العادي لديه نزعة للقفز الى النهايات وتحديد انه هناك طريق واحد فقط لتحقيق هدف محدد. على الناحية الاخرى، المفكر البارع يميل الى ان يكون اكثرصبراً ورغبة في التفكير بكل الخيارات المتاحة قبل التحرك تجاه نهاية ما.

هناك مفهوم ابداعى آخر يمكن ان يكون مفيداً للغاية اذا تم استخدامه بالإضافة الى ما قمنا بمناقشته فيما سبق، والذي يدعي " الخطوة المانعة ". بين اي هدف توجد خطوة مانعة او نقطة فاصلة تحدد السرعة التى تتحرك بها من حيث تتواجد الى وجهتك. الخطوة المانعة ربما تكون شخص آخر او عقبة معينة او صعوبة ما او ربما نقص بعض المعلومات او المهارة. بشكل ثابت، هناك عامل معين يحدد مدى سرعتك فى الوصول الى هدفك. مهمتك هي ان تفكر به و تقرر ما هو، ثم تعمل على التخلص منه.

على سبيل المثال، اذا كنت تعمل في مجال المبيعات، ربما تكون خطوتك المانعة هي عدد العملاء لديك. اذا كان الامر كذلك، وظيفتك هي ان تعمل كل مابوسعك وتستخدم كل قدراتك الإبداعية لزيادة عدد عملائك حتى لا تصبح هذه مشكلة بالنسبة لك. بعد ذلك، ستكون هناك بالطبع مشكلة اخرى، و مهمتك هي ان تعمل للتغلب عليها ايضاً.

اذا كانت لديك تجارة، ربما تكون خطوتك المانعة عدد الاشخاص المؤهلين الذين يتفاعلون مع اعلانك. اذا كانت هذه هي النقطة الفاصلة التي تقلل كم مبيعاتك وسرعة نمو شركتك، فإنه يتوجب عليك تركيز قدراتك العقلية للخروج من عنق الزجاجة. يجب ان تركز افضل القدرات التفكيرية لك وللآخرين على زيادة عدد العملاء المؤهلين الذي تجذبهم اعلاناتك وعروضك الترويجية.

فى العلاقات وسوء الفهم بين الاشخاص، بالتأكيد هناك نقطة ما او منطقة ماتحتاج الى التعامل معها من اجل جلب التناغم مرة اخرى. مهمتك، اولاً - تحديد هذه الخطوة المانعة، و ثانياً - ايجاد طريقة لتخفيف صعوبتها من اجل إرضاء جميع الاطراف.

انت عبقري، ولقد وُلِدت وبداخلك كل القدرات من اجل الإبداع الاستثنائي. لكن القدرات الإبداعية مختبئة. انها كالعضلات تنمو بالإستخدام. يمكنك ان تزيد من قواك الإبداعية بإستخدامها مراراً و تكراراً في كل المواقف، عن عمد وقصد، حتى يصبح الإبداع والتفاعل الإبداعي مع الحياة شيئ طبيعي بالنسبة لك كالتنفس. هناك اشياء قليلة فقط يمكنك فعلها فى حياتك، و التي لها تأثير ايجابي، اكثر من ان تتقن التفكير الإبداعي. يمكنك ذلك ان آمنت انك تستطيع.
Grini

Grini

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.