أخر المواضيع
recent

تخلص من الخوف للأبد ج2

تخلص من الخوف للأبد ج2

طريقة أخرى أكثر سرعة ولا تتطلب العديد من جلسات تغيير-الفكر هى ببساطة أن تواجه ما يخيفك، هذه الطريقة مبنية على مبدأ الشهير “الشجاعة ليست غياب الخوف ولكن هى المضى قُدماً رغم وجود الخوف” عندما تفعل ذلك، بالطبع سيختفى الخوف بشكل أسرع، أياً ما كان ما أنت قلق بشأنه أذهب تجاهه بدلا من بعيدا عنه، بدلا من أن تحبس أنفاسك تنفسه، الطريق للخروج منه هو طريق عبره. لو كنت تتجنب الخوف لأنك تريد الشعور بالراحة طوال الوقت فـأنت لن تشعر بالطاقة أبدا التى هى أفضل وأقوى بكثير من مجرد “الشعور بالراحة” فسوف تشعر بالروعة.

ضع نفسك فى مواقف كنت تخاف منها، حتى تتمكن من التعامل معها بسلاسة، ليس مواقف تهدد حياتك و لكن أشياء غير مؤذية مثل التحدث أمام العامة، الإعتراف بشىء ما لقريب، التقدم لخطبة شخص ..إلخ. فأنت تستخدم هذه الطريقة على المخاوف التى تمنعك من العيش بقوة.هل تخاف من الفشل؟ إذن اذهب وافشل متعمداَ بضع مرات.عانق الفشل. إفشل! الأمر ليس سيئاً كما يصوره العقل. أنت لست العقل، أنت لست الجسد، اذا فلست أنت الذى يفشل حقاً. أى شخص حقق النجاح العظيم كان عليه أن يفشل عدة مرات قبل أن يحقق الإنجاز. ليس الفشل هو ما يدمر حياتك ولكنه الخوف من الفشل، الجمود الذى يصيبك عندما لا تريد التصرف لإنك تخشى أن تفشل. الأشخاص الذين لم يفشلوا أبداً هما أشخاص لم ينجحوا أبداً كذلك.

هل تخاف من الرفض؟ إذن فاذهب عرض نفسك للرفض عدة مرات، عرض نفسك للرفض لدرجة أن الأمر يصبح مملا، ستكتشف أنه لا يمكن أن تُرْفَضْ حقا إلا إذا كنت رفضت نفسك أولا.

بإن تضع نفسك فى أكثر موقف تخشاه وأن تظل متمالكاً نفسك و متقبلا خلال الموقف، فأنت تتغلب على الخوف من الرفض.
هل تخاف من شخص معين، إضرب حواراً معه، فى تسع من عشر حالات سوف تجد أن مخاوفك لم يكن لها ما يبررها وأن العقل فحسب كان يصور هذا الشخص على أنه “مهم للغاية“. عندما تقترب من هذا الشخص سيتضح أنه إما أكثر وداً مما كنت تظن أو أنه ليس بتلك الودادة—من ذا يهتم؟ تلك ليست مشكلتك، أنها مشكلته هو. أنت لا تطلب أن يكون الجميع ودوداً و متفقا معك، أليس كذلك؟ أنت لست طفلا.

هل تخاف من خسارة ممتلكاتك؟ إذن دعنى أقول لك هذا: كثير من أغنى الأغنياء العصاميين فقدوا أموالهم أكثر من مرة. هذا ما جعلهم أحرار، لم يكن لديهم خوف من أن يخسروه كله وهذا الذى جعلهم يكسبوه كله. هل تعلم أن أكثر من نصف الأغنياء العصاميين لم يأتوا من الطبقات المتوسطة بل من الطبقات الدنيا من المجتمع، هل تعلم لماذا؟ ذلك لإنهم أكثر جوعاً، وأيضاً لإنهم وصلوا للحضيض من قبل فلم يعودوا يخافون منه. عندما تخسر كل شىء، يكون لديك كل شىء لتكسبه.

هل تخشى من خسارة شريك حياتك؟ لو هذا ما تخشاه هذا ما سوف يحدث! الخوف يميل لجذب ما يجعله يحدث. فإما أن تتخلى عن خوفك أو أن تسمح له بالحدوث، ما إن سمحت بصدق له بالحدوث، قد تجد أنه لم يحدث.

ولجعل هذا سهلا عليك: أحيانا يكفى أن تتخيل أنك تفعل تلك الأشياء وأن تتقبلها تماما لتتخلص من الخوف.

التخلص من الخوف من الموت

خلف العديد من المخاوف الثانوية يوجد الخوف الأولي ألا وهو الخوف من الموت، تغلب على الخوف من الموت و العديد من المخاوف الأخرى ستسقط أيضا.
:مرة أخرى تقنية أسألة الخوف هى
ما الذى تخشاه؟ –
و ماذا لو حدث؟ –
و ماذا لو هذا حدث (بخوص إجابة السؤال الأخير)؟ –
إلخ-
بينما أنت آخذ هذه التقنية إلى مداها غالبا سينتهى بك الأمر الى الخوف من الموت، النسيان، الفناء، الحبس الأبدى، أو أى هراء مماثل. التقنية يمكن أن تؤخذ إلى أقصى مدى حتى تصبح نوعاً ما سخيفة. هاكم مثال مأخوذ من جلسة علاج واقعية مع متدرب منذ عدة سنوات
ما الذى تخشاه؟ –
“أن أخسر وظيفتى”
وماذا لو حدث هذا؟ +
“إذن لن أستطيع أن أدفع الإيجار ولن أستطيع أن أكفل عائلتى”
وماذا سيحدث لو حدث هذا؟ =
“سوف يعتبروننى فاشلا وسوف نكون تُعساء”
وماذا لو حدث ذلك؟ –
“إذن سوف أنفصل عن عائلتى وأصبح مشرداً”
و ماذا لو حدث ذلك؟ +
“سوف أصبح فى مكان مظلم و وحيد”
وماذا لو حدث هذا؟ =
” لا أعرف”
فكر بالأمر، ماذا إذن؟ –
” إذن سوف أتضور جوعاً أو أتجمد حتى البرد”
و ماذا لو حدث هذا؟ +
“لا شىء سأكون ميتا”
ولكن ما الذى قد يحدث ساعتها؟ إعتبر أن هناك حياة بعد الموت =.
” ساعتها سوف أعاقب على الفشل”
أى نوع من العقاب؟ –
“ربما سألعن ويتم وضعى فى مكان مظلم، أو ربما سأعود للتجسد كحشرة”
وماذا لو حدث هذا؟ +
” لو عدت كحشرة سيتم سحقى”
وماذا لو حدث ذلك؟ =
” سوف أموت مرة أخرى”
وماذا لو حدث هذا؟فكر بعمق، ما هو أسوأ شىء يمكنه أن يحدث؟ –
“سوف أذهب إلى الجحيم”
و ماذا لو حدث ذلك؟ +
” سوف أعذب فى الجحيم”
وماذا لو حدث هذا؟ =
” سوف أعذب أكثر، للأبد”
وماذا لو حدث ذلك؟ –
” سوف أعذب كثيراً جداً لدرجة أننى سأتلاشى”
وماذا لو حدث ذلك؟ +
“سأتوقف عن الوجود”
وماذا لو حدث ذلك؟ =
“لا شىء”

عند هذه اللحظة كانت ابتسامة عريضة مرسومة على وجه المتدرب، فقد بدأ الأمر يصبح سخيفاً، فأضفت: “إذن كل هذا الخوف من أن تخسر وظيفتك..على لا شىء؟”

لو أستمريت على نسق الأسئلة هذا ستجده فى الأغلب دائما يقودك إلى إما الموت أو الفناء.. و وراء ذلك إلى لا شىء. تقوم بهذه العملية حتى يشعر الشخص بالراحة، والسبب وراء شعوره بالراحة هو أنه مر بالأمر كله، واجهه كله، وليس لديه شىء آخر ليخسره. أنت أيضا تحصل على شعور ما بحقيقة و جودك، ألا وهى: أنه لايمكن فناؤك، وحتى وإن أمكن، لن يهم الأمر لأنك لن تعلم به لأنك قد فنيت.

الألفة تقلل الخوف

أول مرة خرجت فيها مع فتاه كنت فى الخامسة عشر من العمر كنت مرتعبا، كنت أتوقع الحدث فى عقلى مرة تلو المرة قبل أن نتقابل بأيام ، شكلها، رائحتها، والطريقة التى ستتكلم وتتصرف بها، غالبا التوقع إما يكون أكثر إخافة أو أكثر سعادة من الحدث الحقيقى، على أى حال فعلى الرغم من شعوري أننى كنت “محظوظا” بالخروج معها، فقد كنت تعيسا، كان اللقاء غريبا لأننى كنت فى وضعية التفكير (التفكير زائد هو محاولة للتغطية على الخوف) ـ.

ومحاولاً بشدة كبت الخوف حتى أترك لديها “إنطباعاً جيداً” فى الفترة القصيرة التى نتقابل فيها، شعرت بأننى إستُهلكت بعدها. وهم الخجل يأتى من الفكرة الخاطئة أن الشخص الآخر يقوم بالحكم عليك وينتقدك بإستمرار، هذا يرتبط أيضاُ بفكرة التفكير الزائد بكيف تبدو للشخص الآخر. طبعا التوتر الذى كنت أشعر به أنعكس عليها، وجعلها هى الأخرى تشعر بالتوتر، ولذا اتفقنا أن نتقابل مرة أخرى.

كنت محظوظا أننا تقابلنا مرة ثانية، نسبة لعدم الإرتياح الذى جعلتها تشعر به المرة السابقة، (طبعا لا توجد شجاعة حيث لم يوجد خوف أولاً)، لذا أخذت نفساً عميقاً و قابلتها مرة أخرى. فى المرة الثانية كان هناك نوعاً من الألفة، بل و بدأت فى ملاحظة نقاط قصورها، ففى قبضة خوفى لم ألاحظ أى منها قبل ذلك، وبعد أن لاحظت أكثر أدركت أنه لم يكن يجب على أن أكون مرتعبا هكذا.
ثالث مرة ألتقينا بدأت أستمتع بوقتى، تقاربنا أكثر، الألفة قللت من الخوف، ما تضع عليه إنتباهك لفترة تصبح متآلفاً معه ومع الألفة يقل الخوف. بدأنا نشعر بالراحة مع بعضنا البعض بل وضحكنا بصدق للمرة الأولى، والأن عندما كاد الخوف تقريبا أن يختفى لاحظت…خوفها! وهنا توارى خوفى سريعاً وتحول إلى حُنُوّ وتفهم، ورغبة فى مساعدتها على الشعور بالراحة، كم كنت مشغولا فى المرة الأولى التى قابلتها فيها بخوفي بحيث لم ألاحظ خوفها.

أحكى لكم هذه القصة حتى يكون لديكم فهماً مبدأياً لكيف تتغلبوا على الخوف، المفتاح هو الوعى، الألفة، والشجاعة، أنت تخشى فقط ما أنت غير معتاد عليه أو ما تظن أنك لن تستطيع التعامل معه، ربما يكون اللقاء الأول مع أى شخص موتراً قليلا، ولكن بعد قضاء القليل من الوقت معه سوف تبدأ بالإسترخاء.

التغلب على الخوف من الموت إذن يتبع نفس المنهج، عندما تتآلف مع قصص الناس عن تجارب الإقتراب من الموت أو أولئك الذين ماتوا فى سلام مثلا، حتى تطمئن للأمر، كل المخاوف (الفوبيا) أصلها هو الخوف من الموت، وبمعاينتك ماتخافه عن قرب بينما تقلل من مقاومتك له، يختفى الخوف.

مقال مترجم لـ فريدريك داودسون
Grini

Grini

هناك تعليق واحد:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.